2014/04/11 أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة
الاســتمـاع للــخـطبـة:     

إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }آل عمران102 {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }  النساء1 ، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً(71)  }الأحزاب .
أما بعدُ، فإن أصدق الحديث كتابُ اللهِ، وخيرَ الهَدْيِ َهَدْيُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم ، وشرَّ الأمورِ مُحْدَثَاتُها، وكلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلَّ ضلالةٍ في النار، وبعد
عباد الله ، يا أيها المسلمون :  
 
{ أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة}
 
لا يدرك حق قدر النعمة إلا من افتقدها ، وإن أعظم فقدان النعم من ملكها ثم سُلِبَها ، وأعظم منه من حرم من الاستمتاع بها وهي بين يديه ، فهو يعاني في ذلك مرارتين : مرارة التشوق لها وإن كانت بين يديه ، ومرارة الحرمان منها لعجز عضوي أو منعٍ طبيٍ أو غيرها ، وكما لا يدوم للمرء سعادةٌ ولا يصفو سرورٌ إلا وقد مازجه ما مازجه ، أو أعقبه ما أعقبه من الهم والغم المقيم ، فكلُّ فرحٍ في هذه الدنيا مشوبٌ بحزن ، وكلُّ لذةٍ يصاحبها ألم ، فكم من صاحب مالٍ عليلُ الجسم غيرُ صحيحٍ أو لا ولد له ولا بنت ، وكم ممن له أولادٌ وذرية ولكن لا مالَ له ويتمنى لو ضحى ببعض ولده بجُلِّهم أو بكُلِّهم من أجل المال ، أو من أجل الصحة ، وفي ظلِّ هذه فأعظم الفقد أن تفقد نفسك ، تبحثُ عنها فلا تجدها ، تبحث عنها بين النفوس الكريمة فلا تجدها إلا مع النفوس اللئيمة ، وتتمنى لو كانت تسمو بك نحو المعالي ، وإذا بها تتدلى بك إلى سحيق المهاوي ، فلا مطمحاً شريفاً لمنتهاك ، ولا معلماً نظيفاً لمسعاك ، ولكنها اللذةُ الأثيمةُ العاجلةُ ، والأُبَّهةُ الخادعةُ الزائفةُ ، سرعان ما يحولها عنك غيبٌ جرى به المقدورُ ، أو يتخطفها منك مُتَرَبِّصٌ بالكيد والشرور ، لكن العاقل من وفقه الله فلم تُغْرِهِ أو تغُرُّه المطامعُ ، ولا الشهوات الزائلة ولا المُخاتلُ ولا الخبُّ المُخَادِع ، ينظر فيرى ما لا يُرَى إلا بعين البصيرة ، اتبع الهدى ، واجتنب الهوى ، ولزم الجماعة ، ذاكراً الله تعالى معتصماً به وحده ، ، فكان في كنف الله سبحانه في كل حال ، فهو يفعلُ الخير ، ويدلج السير ، ويحثُّ الخُطا ، ويقرُّ بالخَطَا ، ويسابق المحسنين بالإحسان ، ويرجع عن الإساءة والعصيان ، وهو يغيثُ الملهوف ، ويصنع المعروف ، يتقلبُ بين السعود والحظوظ ، فيا له من مُوَفقٍ محفوظ.
روى الإمام الطبراني في المعجم الكبير قال :  حَدَّثَنَا يَحْيَى بن مُحَمَّدٍ الْحِنَّائِيُّ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بن فَرُّوخَ، حَدَّثَنَا عِيسَى بن شُعَيْبٍ، عَنْ حَفْصِ بن سُلَيْمَانَ، عَنْ يَزِيدَ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
"إِنَّ أَهْلَ الْمَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا هُمْ أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الآخِرَةِ، وَإِنَّ أَوَّلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولا الْجَنَّةَ أَهْلُ الْمَعْرُوفِ".
وروى الإمام الطبراني في المعجم الأوسط -واللفظ له - والشهاب القضاعي ، قال : 
حدثنا أحمد قال : نا عمرو قال : نا صدقة ، عن الأصبغ ، عن بهز بن حكيم ، عن أبيه ، عن جده ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن صدقة السر تطفئ غضب الرب ، وإن صنائع المعروف تقي مصارع السوء ، وإن صلة الرحم تزيد في العمر ، وتقي الفقر . وأكثروا من قول : لا حول ولا وقوة إلا بالله ، فإنها كنز من كنوز الجنة ، وإن فيها شفاء من تسعة وتسعين داء ، أدناها الهم " .
أهل الإيمان والإسلام :
ميادين الخير متنوعة المصادر والموارد ، وأعمال البر مختلفة المسارب والمشارب ، و للمعروف صنائع تقي سوء المصارع ،ومن استطاع استكثر قبل التحويل ، واستبضع استعداداً للرحيل ، لكن من استقل مع المداومة فاز ، ومن داوم وصبر وصابر جاز ، والله صاحب الفضل أولاً وآخرا ، وظاهراً وباطنا ، روى الإمام الترمذي في السنن قال : 
حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيُّ حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُرَشِيُّ الْيَمَامِيُّ حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا أَبُو زُمَيْلٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ ، وَأَمْرُكَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهْيُكَ عَنْ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ ، وَإِرْشَادُكَ الرَّجُلَ فِي أَرْضِ الضَّلَالِ لَكَ صَدَقَةٌ ، وَبَصَرُكَ لِلرَّجُلِ الرَّدِيءِ الْبَصَرِ لَكَ صَدَقَةٌ ، وَإِمَاطَتُكَ الْحَجَرَ وَالشَّوْكَةَ وَالْعَظْمَ عَنْ الطَّرِيقِ لَكَ صَدَقَةٌ ، وَإِفْرَاغُكَ مِنْ دَلْوِكَ فِي دَلْوِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ " اهـ .
وهذا عمل قليل لكنه بالتوحيد لله والتمجيد مع إخلاص النية إنه لعظيمٌ وكثير ، فقد روى الإمام الترمذي كذلك في سننه -واللفظ له- وابن ماجه ، قال الترمذي :
 حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى وَسُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ الْمَعْنَى وَاحِدٌ قَالَا حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ حَدَّثَنَا الْأَصْبَغُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَلَاءِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ : ( لَبِسَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ثَوْبًا جَدِيدًا فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَسَانِي مَا أُوَارِي بِهِ عَوْرَتِي ، وَأَتَجَمَّلُ بِهِ فِي حَيَاتِي ، ثُمَّ عَمَدَ إِلَى الثَّوْبِ الَّذِي أَخْلَقَ فَتَصَدَّقَ بِهِ ،  ثُمَّ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " مَنْ لَبِسَ ثَوْبًا جَدِيدًا فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَسَانِي مَا أُوَارِي بِهِ عَوْرَتِي، وَأَتَجَمَّلُ بِهِ فِي حَيَاتِي ، ثُمَّ عَمَدَ إِلَى الثَّوْبِ الَّذِي أَخْلَقَ فَتَصَدَّقَ بِهِ ، كَانَ فِي كَنَفِ اللَّهِ وَفِي حِفْظِ اللَّهِ وَفِي سَتْرِ اللَّهِ حَيًّا وَمَيِّتًا " اهـ .
أيها العبادُ الأحبةُ في الله :   
هذا رجلٌ لا كالرجال ، إنه خَبِرَ فألزم نفسه فأعين عليها - ومن يصبر يصبره الله - ، إنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إنه أبو ذر رضي الله عنه ، روى عبد الرزاق في المصنف قال:  
أخبرنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن رجل من أهل الشام أنه دخل على أبي ذر وهو يوقد تحت قدر من حطب قد أصابه مطر ودموعه تسيل ، فقالت امرأته : قد كان لك عن هذا مندوحة لو شئت لكُفِيت ، فقال أبو ذر : وهذا عيشي فإن رضِيتِ وإلا فتحتُ كنفَ الله . قال : فكأنما ألقمها حجرا ، حتى إذا نضج ما في قدره جاء بصحفة له ، فكسر فيها خُبزَة ًله غليظة ، ثم جاء بالذي في القدر فكدره عليه، ثم جاء به إلى امرأته ، ثم قال لي : اُدنُ ، فأكلنا ، ثم أمر جاريته أن تسقينا فسقتنا مَذقةً من لبن معز له، فقلت:يا أبا ذر : لو اتخذت في بيتك شيئا ، فقال يا عبد الله : أتريد لي من الحساب أكثر من هذا ،أليس هذا مثالاً نفترشه ، وعباءةً نبتسطها، وكساءًا نلبسه ،وبرمةً نطبخ فيها ، وصحفةً نأكل فيها ، ونغسل فيها روؤسنا ، وقدحاً نشرب فيه ، وعكةً فيها زيت أو سمن ، وغرارةً فيها دقيق، فتريد لي من الحساب أكثر من هذا، قلت : فأين عطاؤك أربع مئة دينار ، وأنت في شرف من العطاء ، فأين يذهب ؟ .فقال : أما إني لن أُعَمِّيَ عليك ، لي في هذه القرية ثلاثون فرسا فإذا خرج عطائي اشتريت لها علفا ، وأرزاقا لمن يقوم عليها ، ونفقة لأهلي،فإن بقي منه شيء اشتريت به فلوسا فجعلته عند نبطي ها هنا ، فإن احتاج أهلي إلى لحم أخذوا منه ، وإن احتاجوا إلى شيء أخذوا منه ، ثم أحمل عليها في سبيل الله ، فهذا سبيل عطائي ليس عند أبي ذر دينار ولا درهم " اهـ
 
أيها الأحبةُ المسلمون يا عباد الله : طوبى لمن أقبل على دخائل النفس فزكاها ، والويل لمن عظم نفسه فدساها ، فالنفس بذكر الله قوامها ومغناها ، والاسترسال في مرضاتها يهلك من سعى في هواها ، والمؤمن مرآة أخيه المؤمن ، كيف أنت من أخيك وكيف أخوك منك هو مكانتك عند الله ، فمن كان من أهله فله الإكرام ، ومن لم يكن فله ما للئام ، فإياي وإياكم إلا من الخير ، والصبر الصبر فهو بلا ريب مفتاح الجنان ، ومرضاة الرحمن ، وفقنا الله لصالح القول والعمل ، وجنبنا الخطأ والزلل ، أقول ما تسمعون ، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه سبحانه الغفور الرحيم .
 
 
 
 
 
 
الخطبة الثانية
الحمد لله حمد المقر بذنبه وخطئه ، بما عَلِمت و بمالم أعْلَم ، والصلاة والسلام على نبيه محمد النبي الأكرم ، وعلى آله وأصحابه وأتباعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ، وأشهد أنه لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله ،  أما بعد ، أيها الناس يا عباد الله : 
وهذا رجلٌ آخر من الصحابة - رضي الله عنهم - أبو اليسر ، فقد روي الطبراني في الكبير قال :  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن النَّضْرِ الأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن يُونُسَ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ عَاصِمِ بن سُلَيْمَانَ، عَنْ عَوْنِ بن عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كَانَ لأَبِي الْيَسَرِ عَلَى رَجُلٍ دَيْنٌ فَأَتَاهُ يَتَقَاضَاهُ فِي أَهْلِهِ، فَقَالَ لِجَارِيَةِ: قُولِي: لَيْسَ هُوَ هَهُنَا، فَسَمِعَ صَوْتَهُ، فَقَالَ: اخْرُجْ قَدْ سَمِعْتُ صَوْتَكَ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟، قَالَ: الْعُسْرَةُ، قَالَ: اللَّهَ؟، قَالَ: اللَّهُ، قَالَ: اذْهَبْ فَلَكَ مَا عَلَيْكَ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ:"مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا، أَوْ وَضَعَ عَنْهُ، كَانَ فِي ظِلِّ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَوْ كَنَفِ اللَّهِ".
وروى ابن النجار عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا كان يومُ القيامةِ جمع اللهُ أهلَ المعروفِ كلَّهم فى صعيدٍ واحدٍ فيقولُ هذا معروفُكم قد قَبِلْتُه فخذوه فيقولون إلهَنا وسيدَنا وما نصنعُ به وأنت أولى به منا فخُذْهُ أنت فيقولُ اللهُ وما أصنعُ به وأنا معروفٌ بالمعروفِ خذوه فتصدقوا به على أهلِ التلطُّخِ بالذنوبِ فإنه ليلقى الرجلُ صديقَه وعليه ذنوبٌ كأمثالِ الجبالِ فيتصدقُ عليه بشىءٍ من معروفِهِ فيدخلُ به الجنةَ "
 
يا أهل الإسلام ، يا أهل فلسطين : 
فلنقبل على صنائع المعروف ، ولننته عن سفساف الأمور ، فإن الآخرة مقبلة وإن الدنيا مدبرة ، وطوبى لمن تأهب للقاء ، ألا وصلوا وسلموا على خير الخليقة ، وأزكاها عند الله على الحقيقة ، فقد أمركم الله به اتباعاً لهديه فقال :  {إن اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}الأحزاب 56 .. اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد ، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين الأئمة المهديين - أبي بكر وعمر وعثمان وعلي – وعن آله المرضيين ،وسائر الصحابة أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنا معهم بمنك وكرمك وجودك وإحسانك يا أرحم الراحمين.اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، واجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا سخاءًا رخاءًا وسائر بلاد المسلمين .اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء ، وسوء القضاء وشماتة الأعداء ، وعضال الداء وخيبة الرجاء ، اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك ، وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك ، وجميع سخطك ،اللهم اجعل رزقنا رغدا ولا تشمت بنا أحدا ، اللهم اشف مرضانا ، وفك أسرانا ، وارحم موتانا ، وانصرنا على من عادانا برحمتك يا أرحم الراحمين ، اللهم وفق إمامنا وولي أمرنا لما تحب وترضى ، وخذ بناصيته للبر والتقوى ، ووفق جميع ولاة أمور المسلمين لتحكيم شرعك وإتباع سنة نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم ربنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار ،اللهم إنا نسألك أن تنصر الداعين إلى سبيلك على البصيرة ، اللهم احفظ المسجد الأقصى وأهله ومن حوله من براثن الصهاينة المعتدين المحتلين واجعله شامخا عزيزا إلى يوم الدين ، ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ، واغفر لنا ولوالدينا ووالدي والدينا ولأعمامنا والعمات ، ولأخوالنا والخالات ، وأزواجنا وأبنائناوالبنات ، وإخواننا والأخوات ، وأقربائنا والقريبات ، وجيراننا والجارات ، ولجميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات إنك سميع قريب مجيب الدعوات،سبحانك اللهم وبحمدك ، نشهد أن لا إله إلا أنت ، نستغفرك ونتوب إليك،عباد الله .. إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ،   ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .

أنا العبد الفقير إلى الله الغني به عما سواه أبو عبد الله ياسين بن خالد بن أحمد الأسطل مواليد محافظة خان يونس في بلدة القرارة بعد عصر الأحد في 8ربيع الأول 1379 هجرية الموافق 21\9\1959 إفرنجية....

مــا رأيـك بـالـموقـع